أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عسكر - الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة














المزيد.....

الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


على أبواب المحكمة وقف الحاج سالم ذو 60 ربيعا..

كان ينتظر محاكمته بتهمة الاعتداء على قاصر واستغلالها جنسيا

تهمة لها من البشاعة والوقاحة في المجتمع البشري لا يضاهيها سوى قتل إنسان برئ

ما الذي فعلته بنفسك ياسالم؟..لقد نظر إلى أصابعه رآها تتضخم، هذا وهم أم حقيقة، نظر إلى سقف المحكمة وجده قريبا، كلما يرى الناس شعر بأحداقهم تترقبه وشفاههم تغتابه، إنه يختنق ..فالجسد يتألم بقسوة خوفه من العقاب، إنه لا يقلق فقط من التهمة بل من المجهول الذي ينتظره بين ثنايا القاضي..

كم هو لطيف قبل معرفتك ياأسماء..

أسماء فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، أحبها الحاج سالم وظن بإمكانه الظفر بها وخطبتها ،إنه يعلم أن الزواج ممنوع قبل 18 عاما..لكنه يريد الخطبة ليلعب ويلهو كما يشاء، دفعته رغباته ليتحرش بها ، حتى انقضت عليه عائلة أسماء وأوسعوه ضربا فما كان ليفلت منهم سوى تحرير محضر بالقضية..

الله يرحمك ياأمينة..سالم يُحدّث نفسه ويتذكر زوجته الراحلة، لقد ترمل سالم منذ أعوام، وهو ومنذ ذلك الحين في لهيب الشوق والحرمان، رافضا كل محاولات أبناءه بالزواج طلبا للعفاف بدعوى العيب والوفاء لأمينة..

مرت خلجات النفس في دقائق كأنها ساعات انتظار

دخل الحاج سالم إلى المحكمة، ثم نظر إلى القاضي نظرة خوف وارتياب، لكنه تذكر مقولات أحد الشيوخ الذين حصلوا على شعبية مؤخرا وهو يزهو بنفسه متفاخرا، وعلى شاشة تلفزيون الدولة، يجوز في الإسلام نكاح الصغيرة إذا بلغت الوطء، فوجد سالم هذا المخرج المثير ليُقنع القاضي ببراءته..

من الذي يرفض الإسلام؟..إن الدين هو الذي يقول، إن سالم برئ ، والله أنا برئ، فارتسمت على وجهه علامات السعادة وانقلب سالم من القلق إلى الأمل..

وقف سالم أمام القاضي وبعد سؤال الإسم والتعارف، ما قولك ياسالم فيما نسب إليك؟

تذكر سالم حديث الشيخ: ياسيادة القاضي إحنا بنحكم بالشريعة، مش دستورنا هو الإسلام برضه؟
القاضي: أيوة دا صحيح
سالم: أنا مخالفتش الدستور والقانون، أنا بعمل اللي يرضي ربنا
القاضي: وضح أكتر ياسالم عاوز تقول إيه؟
سالم: ياحضرة القاضي الإسلام قال بجواز نكاح الصغيرة إذا بلغت الوطء، يعني لو جسمها كبير وتتحمل الجماع فيكون حلال، وأنا معملتش أكتر من دا
القاضي: يعني معترف بالجريمة؟
سالم: جريمة إيه ياحضرة القاضي..دا أنا بطبق الشرع، والشيخ فلان قال على التلفزيون، هو التلفزيون هيكدب؟
القاضي: حكمت المحكمة حضوريا على المتهم بالسجن المشدد خمس سنوات، وغرامة 100 ألف جنيه..

صاح سالم بهياج مفتعل (حرااااام)، وصرخ موجها حديثه للقاضي: إنت مسلم انت؟..حراااام عليك، أنا برئ، أنا بطبق الشرع، أنا بطبق الشرع، أنا بطبق الشرع..

وفي حضور نخبة من الجماهير قاعة المحكمة نظروا للحاج سالم الذي يبدو من شكله الوقار والهيبة وقد اعترته مظاهر الجنون والهلوسة، ولأنه ظهر بشكل أضعف مما يبدو تعاطف معه أحد المحامين، ثم اقترب منه قائلا..

" ياحاج سالم..مين قالك تعترف؟..هو انت فاكر إن فتوى الشيخ معتمدة عند القاضي؟..كلام الشيوخ مش دليل وانت كدا ورطت نفسك، وأنصحك تترك قضيتك للعبد لله وأجيب لك براءه، شرط تتراجع عن اللي قولته ، سيب لي نفسك كام يوم في المعارضة وإن شاء الله هتخرج"

بعد أيام من الصدمة وأن قضيته أكبر مما كان يظن، وصل الحاج سالم مع محاميه إلى التحايل على أقواله في المحكمة، وأن يتخلى تماما عن فكرة الاحتجاج بأقوال شيوخه ضد قانون الدولة، وهنا كان دور المحامي الذي علمه الفارق بين القانون والفتوى، ونصحه أن لا يفكر باشتهاء الصغيرات أبدا، وأن يتحكم في نفسه وغريزته، وأن يعف نفسه بالزواج..

بعد أيام قدام محامي الحاج اعتراضه وفي المحكمة وقف سالم أمام القاضي

ومع كل محاولات سالم فشل في إقناع القاضي ببراءته، وظهر تكذيبه لاعترافه الأول كمحاولة ساذجة ، فصدّق القاضي على الحكم، ودخل سالم الحبس ليلقى جزاء ما فعله..

أما الشيخ الذي أفتى بزواج الصغيرة التي تحتمل الوطء، فقد سمع عن القضية من الصحافة، وكان أول تعليق له (فهمني غلط المجرم..يستاهل)..!!



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة
- خطاب حسن نصر الله والدور المتوقع لحزب الله في حرب غزة
- قراءة في الانتخابات الرئاسية المصرية
- معنى الحاجة للاحتفال بالمولد النبوي
- حقيقة سلطة المحتسب وجماعات المطاوعة..القرآن يرد عليهم
- العرّاف توفيق عكاشة بين الواقع والخرافة
- الأخلاق في الدين الإسلامي..من سلسلة الرد على الإلحاد
- الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط
- القرآن براء من السب والشتم
- الحدوث والخلق في الفكر السلفي
- عادل إمام ورسائل بين السطور
- من قصص التكفير في التراث الإسلامي...عجائز نيسابور
- صراع السلطات الدينية والسياسية..الطلاق الموثق نموذج
- حين تدعو الدراما إلى الجريمة


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عسكر - الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة